في جلسة مسائية شبابية خالصة، حملت عنوان موقع الشباب فضمن حركة التغيير في العالم العربي،  ناقش كل من محمد علي الريحاني من المغرب، وعبد الرحمن مراد من المملكة الأردنية، والحسيني الصغير من مصر تحديات الربيع العربي  وجدل الهوية، وثقافة التطوع،  وأثر ثقافة الاتصال الاجتماعي على الشباب العربي.

تناول محمد علي الريحاني من المغرب فكرة الهوية مقدما تعريفا لها يقوم على اعتبارها من العوامل المميزة للكيان البشري والهوية هي التي تضمن لهذا الكيان استمراريته ووجوده، فضلا عن الاستجابة للتحديات المحيطة به. وأشار المتدخل إلى أن الهوية تتضمن عناصر ثابتة وأخرى متحولة، حيث تظل خاضعة لسيرورة بعيدة عن الجمود والثبات. وأشار الريحاني في كلمته إلى أن الهوية والثقافة لا تُستنسخ استنساخا ولا تُنقل نقلا أعمى من مكان لآخر، مشددا على ضرورة أهمية مراعاة التغيرات والخصوصيات الجغرافية، وأوضح أن الهوية الوطنية تواجه تحديات عدة أبرزها الغزو الخارجي، والهويات الثانوية التي تتعزز في سياق التناحر الداخلي، والذي يمهد لغزو ثقافي، وتجزئة سياسية.

وشدد الريحاني في ختام كلمته على الحاجة  إلى الهوية الوطنية فهي ترتكز على الوطن، كجامع يربط بين الأفراد، وعلى الاعتراف والاحترام النسبي للجميع، وعلى تعزيز ثقافة المساواة أمام القانون، وعلى امتلاك إرادة التغيير، والعمل على تحقيقه، إضافة لأهمية عامل الوقت في إحداث التغيير المنشود.

وقد ركز عبد الرحمن مراد من الأردن على ثقافة التطوع، مشيرا إلى أن هذه الثقافة ترتكز بالأصل على الهوية الوطنية الجامعة التي تبنيها ثقافة الحريات وحقوق الإنسان، مؤكدا على معطى أساسي وهو أنه من الأهمية بمكان ألا تخترق الخصوصيات والثوابت. وإذا كانت ثقافة الحريات وحقوق الإنسان لا تتطور إلا في بيئة ديمقراطية فأنه لا بد من الإشارة إلى أن الانتخاب ليس هو كل الديمقراطية بل هو جزء يسير منها، والديمقراطية عملية تنبني على المبادرة الفردية، وعلى ثقافة المواطنة، وهنا تأتي أهمية ثقافة التطوع، والتي تعزز المشاركة والانتماء.
وفي ختام الجلسة ركز الحسيني الصغير من مصر على دور التقنية الحديثة  ووسائل التواصل الاجتماعي في إحداث التغيير كوسيلة رئيسية للحشد، وجمع الناس حول أفكار معينة، مؤكدا أن الأمر بدأ منذ عام 2008م، مع حركة 6 أبريل، وأن التفاعل استمر لاحقا رغم صعوبات عديدة واجهت الحركة، حتى بلغ قمته في ثورات تونس، ومصر، ولكن دور الشباب تجاوز هذه الوسائل فلم يؤثر قطعها على زخم الثورة، لأن هذا الإجراء تم في اللحظة التي كانت تلك الأداة قد أدت دورها، وأنجزت مهمتها.