استهل الدكتور مصطفى سواق مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، كلمته الافتتاحية بمنتدى الجزيرة الثامن الذي انطلق صباح يوم الاثنين 26 مايو/أيار 2014، بالترحيب بالضيوف الذين يمثلون قادة الفكر والرأي، والسياسيين، والخبراء، والإعلاميين، وصانعي القرار محلياً وإقليمياً ودولياً.

وأوضح أن منتدى الجزيرة الثامن يتيح للمشاركين تبادل الرؤى والأفكار حول أهم القضايا المطروحة ليس فقط على مستوى المجال العربي وإنما على مستوى العالم، مؤكداً أن شبكة الجزيرة لطالما كانت سباقة في معالجة قضايا التغيير والإصلاح في المجتمعات العربية عبر برامجها المتنوعة وأخبارها، وستظل كذلك من خلال ما تملكه من وسائل وأدوات، كما ستبقى مصدراً للخبر الصادق ومنبراً للرأي والرأي الآخر وفق الأسس المهنية الصارمة. وأضاف أن الجزيرة ستظل مثابرة على طرح قضايا الإنسان حيثما كان، وستعمل كما دأبت على إتاحة الفرصة لصاحب كل حق للدفاع عن حقه وصاحب كل صوت للدفاع عن صوته.

وأفاد الدكتور مصطفى سواق أن الجزيرة ستبقى إلى جانب الصحافيين الأحرار في كل مكان ممن قدموا أعز ما يملكون، وسجنوا وعملوا في ظروف قاسية وشديد الخطورة من أجل نقل الحقيقة للجمهور، وعلى رأس هؤلاء صحفيو شبكة الجزيرة المعتقلون في مصر الذين ستبذل المؤسسة كل ما في وسعها لإطلاق سراحهم حتى يعودوا أحراراً إلى أسرهم وبين زملائهم معززين مكرمين لمواصلة رسالتهم الإعلامية بحرية. 

من جانب آخر، أوضح الدكتور مصطفى سواق أن منتدى الجزيرة الثامن يشكل حدثاً متميزاً ضمن رزنامة المنتديات الهامة؛ إذ يتمتع بهوية خاصة ورؤية ورسالة سامية لخلق فضاءات حرة للنقاش وتشكيل منصات لتجديد ثقافة الحوار وتعزيز التواصل، مشيراً إلى أن المنتديات السبعة السابقة، والتي شارك فيها المئات الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم، عززت هذا المسار الذي اختارته شبكة الجزيرة.

وأضاف أن هذه الدورة تسعى عبر فعالياتها المتعددة والمتنوعة، إلى بحث جملة من التحولات التي تمر بها حركة الثورة العربية، بدءاً بمراجعة المسارات الانتقالية، ومروراً برصد العقبات التي تقف في وجهها، وليس انتهاءً بمحاولة استشراف مستقبل المجال العربي واتجاهات التغيير فيه. ولتعميق الحوار حول هذه القضايا، يستضيف المنتدى نخبة واسعة من الباحثين والخبراء ورجال السياسة والإعلام، إضافة إلى عدد من الناشطين من الشباب ومنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم. 

وفي نظرة سريعة على واقع حركة التغيير في العالم العربي، بيَّن الدكتور مصطفى سواق أن السنة الأولى غلبت عليها نشوة الانتصار على الدكتاتورية، بعد الإطاحة برؤوسها في أكثر من دولة عربية، بينما طغى على السنة الثانية حماس الانتخابات التي أفرزت مشهداً سياسياً مختلفاً عما ألفته المنطقة العربية منذ قيام الدولة الحديثة؛ إذ ارتقت إلى سدة الحكم، ولأول مرة في تاريخها، حركات الإسلام السياسي، في حين انكفأت القوى الليبرالية واليسارية إلى مواقع المعارضة، أو الشريك الأصغر في الحكم. أما في السنة الثالثة، فقد برزت إلى السطح جملة من العقبات، وضعت الثورة وقواها أمام تحديات كبيرة، تراوحت آثارها بين عرقلة المسار الانتقالي في أكثر من محطة، والانقلاب عليه جملة والعودة خطوات إلى الوراء. 

وفي ظل ظروف شديدة ومعقدة تلقي بظلالها على مستقبل عملية التحول الديمقراطي تثار أسئلة كثيرة في العالم العربي. ومن هنا، يحاول المنتدى معالجة سؤال محوري: إلى أين تتجه حركة التغيير في العالم العربي؟ تتفرع عنه أسئلة كثيرة سيحاول المنتدى مقاربتها في جلسات مختلفة.