أكد سعادة الشيخ، حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية، أن منتدى الجزيرة منصة مهمة لمناقشة القضايا العربية والتطورات العالمية، لافتًا إلى أن "الأزمة الخليجية الراهنة كلَّفتنا الكثير ليس على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي فحسب بل على الصعيد العربي بصورة عامة".
جاء ذلك في كلمة افتتاحية للشيخ حمد بن ثامر، خلال منتدى الجزيرة في دورته الثانية عشرة، بعنوان "الخليج، والعرب، والعالم، في سياق التطورات الجارية"، الذي تستضيفه الدوحة يومي 28 و29 أبريل/نيسان 2018، بمشاركة نخبة من السياسيين والخبراء والمفكرين والباحثين والإعلاميين من كافة أنحاء العالم.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة أن النسخة الثانية عشرة للمنتدى، الذي دأبت الجزيرة على تنظيمه، تُبيِّن الأهمية التي توليها لتدارس الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها من الجوانب التي تهم المواطن العربي بكل صراحة ووضوح.
تدخلات أجنبية
وأشار الشيخ حمد بن ثامر إلى أن العام 2017 شهد عددًا من الأحداث والتطورات المهمة كان أبرزها اتساع نطاق التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، "وتحوُّل منطقتنا إلى ساحة للتدافع الإقليمي والدولي". وبيَّن أن اندلاع أزمة الخليج التي أثارتها دول الحصار أضاف مزيدًا من المشاكل الكبيرة إلى المناخ العربي المتأزم أصلًا، فضلًا عن أحداث دولية أخرى أثَّرت على مجرى الأحداث في المنطقة حتى بات الوضع في المنطقة العربية أشد تعقيدًا وغدا مستقبلها مفتوحًا على كل الاحتمالات.
أزمة الحصار
وقال رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة: إن الأزمة الخليجية التي افتعلتها دول الحصار أضافت همًّا آخر إلى الهموم العربية، وأسهمت في إعادة النقاش بشأن مسلَّمات الأمن القومي العربي وعلاقات الدول العربية بالتحالفات الإقليمية والتحولات العالمية، وهذا ما جعل الربط واضحًا تمامًا بين الخليج والعرب والعالم، للوقوف على سياق التطورات الجارية في هذا المنتدى.
وتابع الشيخ حمد بن ثامر: "لا يخفى عليكم أن أزمة الحصار المفتعلة، كانت بمثابة ضربة في الصميم لمجلس التعاون الخليجي، وتهدد مستقبله". وأضاف أن الإشكالية التي مرَّ بها مجلس التعاون تتمثَّل في أزمة الثقة التي وصلت إلى الشعوب مما زاد من صعوبة الموقف الذي تعيشه دول الخليج، وأيضًا أزمة الثقة في مستقبل العلاقات بين دول التعاون؛ إذ إن كل دولة يمكنها أن تفكر في إمكانية تكتل مجموعة من الدول الخليجية ضدها، معتبرًا أن "الأزمة التي نعيشها اليوم في الخليج أزمة عميقة. ولا شك أن الخطأ الأكبر هو الزج بالشعوب في هذه الأزمة". فقد كانت الأزمات السابقة على مستوى القيادات والدول وليس الشعوب، خلافًا لهذه الأزمة التي أثَّرت تأثيرًا كبيرًا في مدى الثقة بين شعوب المنطقة، وكذلك بين الشعوب وقيادات المنطقة، وسيتطلب ذلك الكثير من العمل لإصلاحه في المستقبل.
فرصة كبيرة
وقال الشيخ حمد بن ثامر: إن المنتدى يُعَدُّ فرصة كبيرة لطرح هذه القضايا ومعالجتها بشفافية وصدق وتحديد مواضع الداء لعلاجها. وأكد أن الأزمة الخليجية لها أضرارها الفادحة التي نجمت عنها سياسيًّا، بل وأضرت بالثقة التي توليها الشعوب لمجلس دول التعاون الخليجي كأداة تنسيق وتوحيد حاضرًا ومستقبلًا. وما يزيد من الآثار السلبية لهذه الأزمة أنها جاءت في مرحلة يشهد فيها العالم تحولات عميقة وخطيرة إقليميًّا ودوليًّا، لافتًا إلى القمة التي جمعت بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، بعد عقود من الخلافات المتجذرة. وقال: "إن الإشكالية في عالمنا العربي أننا نوجد شروخًا عميقة في ظرف استثنائي يمر به العالم العربي؛ ما يزيد من إمكانية التدخل الخارجي في منطقتنا. ومن المفارقات أن تلتقي الكوريتان في ظل هذه الأزمة التي نمر بها في منطقتنا".
مواقف صحيحة
ونوَّه رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة إلى أنه كان ينبغي على الدول العربية أن تتكاتف؛ "فقد كلفتنا هذه الأزمة الكثير ليس على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، بل على الصعيد العربي بصورة عامة". وأعرب عن أمله بأن "يشكل هذا المنتدى منصة حوار ونقاش للقضايا المختلفة في منطقتنا، وخاصة تأثيراتها على أزمة الحصار"، وشدد على أهمية مناقشة ما يجري عالميًّا من تطورات خطيرة وأثرها على المنطقة العربية ومستقبلها "ولعل ذلك يساعد شعوبنا على فهم أعمق يتيح لها اتخاذ المواقف الصحيحة".