يُنظِّم مركز الجزيرة للدراسات منتدى الجزيرة في دورته الثانية عشرة بعنوان "الخليج، والعرب، والعالم في سياق التطورات الجارية"، يومي 28-29 أبريل/نيسان 2018، في العاصمة القطرية، الدوحة، بحضور نخبة من المفكرين والسياسيين والإعلاميين وصُنَّاع القرار. ويناقش المنتدى، في جلساته الحوارية، حصيلة الأزمة الخليجية ومستقبلها، والعلاقات الخليجية-الإيرانية ومساراتها بين التعاون والتنافس والمواجهة، كما يبحث احتمالات تفجر موجة جديدة من التحركات والاحتجاجات الشعبية في ظل تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعد أعوام من عودة قوى الثورة المضادة للسلطة في بلدان الربيع العربي.
كما يبحث المشاركون في المنتدى مستقبل القضية الفلسطينية التي هيمنت على السياسة العربية وكيَّفت علاقات العرب مع غيرهم لعقود، والتي بدا أن الاهتمام بها قد تراجع في خضم ثورات الربيع العربي وتكاثر الأزمات الإقليمية، ثم عادت إلى الصدارة من جديد تحت عنوان صفقة القرن. وأُعيد معها فتح كل الملفات التي أخفقت مفاوضات الحل النهائي منذ أوسلو ومدريد في حلها.
ويناقش المنتدى أيضًا في إحدى جلساته "الإعلام أثناء الأزمات والمراحل الانتقالية"؛ إذ إن التوظيف السياسي للإعلام غالبًا ما يُشكِّل وقودًا للأزمات والصراعات، خاصة إذا اعتمد الفَبْرَكَة الإعلامية التي تخلق حالة سياسية مصطنعة مخالفة للواقع من أجل التأثير في المواقف والمسارات والقرارات السياسية، وهو ما يهدد الأمن والسلم والاستقرار ويؤثر سلبًا على الأوضاع الإنسانية بالدرجة الأولى ويفاقم أخطارها.
ووفق الورقة التأسيسية لأعمال المنتدى، فإن ثمة أسئلة إشكالية ستكون مدار البحث والنقاش من قبل المشاركين، منها: هل هنالك علاقة بين الصراع المحتدم منذ 2013 على مستقبل المنطقة العربية وسعي السعودية والإمارات إلى حصار قطر وإخضاعها؟ وأي مستقبل يمكن تصوره للدول التي عاشت مناخًا مستمرًّا من الحرب والانقسام خلال السنوات القليلة الماضية، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ وهل عادت القضية الفلسطينية لتحتل موقعها التقليدي في تحديد سياسات دول المنطقة وعلاقاتها؟ وما الذي تسعى الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والدول الأوروبية الرئيسة، إلى تحقيقه في المشرق؟ وأي أثر تتركه السياسات التركية والإيرانية النشطة على استقرار المنطقة ومستقبلها وعلاقات شعوبها؟ وكيف نفهم دور الإعلام وعلاقته بما يحدث من تطورات في المنطقة وخارجها؟
يُذكر أن منتدى الجزيرة السنوي يمثِّل أبرز فعالية تنظِّمها شبكة الجزيرة الإعلامية؛ انطلقت دورته الأولى عام 2004، وهو إطار ثقافي فكري مستقل لا يهدف إلى الربح أو لمصالح خاصة، ويقع مقره الرئيسي في العاصمة القَطَرية، الدوحة، ويُشرف على تنظيمه مركز الجزيرة للدراسات مع شركائه في الشبكة. يسعى المنتدى من خلال أنشطته الفكرية والثقافية إلى إدارة حوار واسع حول القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام الإقليمي والدولي؛ تُراعَى فيه النزاهة الأخلاقية والفكرية واحترام الرأي والرأي الآخر.