تحولات الشرق الأوسط

بعد طوفان الأقصى

تأطير

لم يكن حدث السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) معركة محدودة أو حربا أخرى في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، بل شكل انعطافة تاريخية فتحت مسارات جديدة على أكثر من صعيد. على الصعيد الفلسطيني عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي والعالمي، وعاد النقاش حول أفقها السياسي، بعد أن فشل مسار أوسلو ووصل إلى طريق مسدود. على الصعيد العربي، اتسعت الشقة بين المزاج الشعبي المساند للمقاومة والمواقف الرسمية التي تبين عجزها التام عن تقديم الحد الأدنى من الدعم، بما في ذلك الإغاثة الإنسانية لسكان قطاع غزة. كما ألقت الحرب بظلالها على مسارات التطبيع فأربكتها وأضافت إليها جملة من التحديات السياسية والأخلاقية. على الصعيد الإسرائيلي، عمّقت الحرب الشرخ المجتمعي والسياسي وانهارت قوة الجيش الردعية وطال التشكيك وعدم اليقين المشروع الصهيوني في أساسه ووجوده ومستقبله.

إقليميا، وفي ظل اختلاف الاستراتيجيات وتنافسها، تعددت جبهات الاشتباك العسكري والأمني والاستخباراتي مع إسرائيل وتنوعت أشكاله ومدياته وتأثيراته، لا سيما في لبنان وسوريا والعراق وإيران والبحر الأحمر. أما على الصعيد العالمي، فقد أعادت الحرب توجيه بوصلة السياسة الخارجية لعدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، التي أعادت ترتيب أولوياتها من التركيز على الحرب الروسية في أوكرانيا ومحاولات احتواء الهيمنة الصينية المتصاعدة في منطقة الهندو-باسيفيك، إلى التركيز على منطقة الشرق الأوسط والانخراط المباشر في الصراع دعما لا مشروطا لإسرائيل وتماهيا مع أهدافها وسياساتها. كما اهتزت صورتها في المنطقة وتأثرت سياساتها بدءا بصفقة القرن، مرورا بتحالفاتها الإقليمية وانتهاء بدورها في العالم وموقعها القيادي.

في سياق هذه الحرب، انفتح كذلك نقاش غير مسبوق حول الغرب هوية وتاريخا وقيادة وتحيزات سياسية وثقافية. وطُرحت أسئلة جوهرية حول النظام الدولي السائد ومجموع القيم والمؤسسات والمواثيق المرتبطة به من حيث جدواها وكونيتها وقدرتها على تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها من قبيل الحق والعدل والسلام والأمن الدولي. يترافق هذا النقاش وهذه الأسئلة مع تغيير عميق ومتزايد في الرأي العام العالمي نحو مناصرة القضية الفلسطينية ومناهضة إسرائيل، ويُتوقع أن يتطور هذا الاتجاه من حركات احتجاجية ميدانية مؤقتة إلى آليات عمل دائمة تضغط على المؤسسات وتؤثر في السياسات وتسهم في صناعة القرار.

محاور النقاش
• “طوفان الأقصى” في سياق النضال الوطني الفلسطيني: المقاومة والأفق السياسي.
• تداعيات الحرب على إسرائيل: السياسة والمجتمع ومستقبل المشروع الصهيوني.
• العدالة الدولية في ميزان الحرب الإسرائيلية على غزة.
• النظام العربي والقضية الفلسطينية: تحولات في المواقف والرهانات والأدوار.
• توازنات ما بعد الطوفان على الصعيد الإقليمي )قوى ومحاور وإستراتيجيات(.
• غزة تعيد ترتيب أولويات الأجندة الدولية: الشرق الأوسط، الصراع في أوكرانيا، التوتر مع
الصين.
• الإعلام في زمن الحرب: تحديات السلامة والمهنية.
• حوار خاص مع المؤثرين حول صراع السرديات.