بدأت الجلسة بخطاب رئيس دولة قهرستان الذي كانت أبرز معالمه حبه شعبه وحرصه على ما يسعده كالفقر والقهر ومصادرة الحريات. فالرئيس لا يأخذ من ثروات الدولة إلا نسبة 100% ولا يجوز أن يحتج أحد فهي مجرد نسبة. فوجود السيد الرئيس نعمة، وعلى الشعب أن يحمد الله عليها، ويسأله دوام ظله عليه، وقد أعطى الرئيس أمثلة قوية كالدموع التي سكبها عند موت البوعزيزي حرصا على ثمن لتر البنزين الذي استخدم لحرق جسمه. وختم خطابه بالدعاء لأن يرزقهم رئيسا "مش غلبان زي مرسي، ولا ظالم زي السيسي". وقدم للمحاكمة بعض معدي برامج اليوتيوب في مصر والمغرب والكويت والأردن وقطر بتهمة الشغب والإساءة إلى الرموز السياسية والدينية والعسكرية.
واستهل الثنائي صاحب برنامج جو تيوب عرضه بالإشارة إلى أن الإعلام الرسمي في مصر كان يهاجم اتجاهاً واحداً (الرئيس محمد مرسي) لذلك تفرغ فريقه لمهاجمة الاتجاه الآخر(السيسي)، ثم شكر عبد الفتاح السيسي على مساهمته في إنجاح البرنامج حيث إن كل فيديو للسيسي يكون مادة لأربع حلقات للبرنامج الذي تزايد متابعوه بصورة كبيرة.
أما صاحب برنامج "بلاك مصيبة" خالد الشريف في المغرب فذكر أنه هاجر إلى كندا واشتغل مصرفيا. وبدأ يتابع أخبار بلده من خلال الإنترنت وكذلك ما يجري في بلد إقامته وما يتمتع به هؤلاء من حرية ورفاه اقتصادي. واشترى بعض التجهيزات البسيطة، وأصبح ينتج فيديوهات تتناول يوميات المواطن المغربي، وخاصة قضايا الشباب. وعاد الشريف إلى المغرب وتفرغ لإنتاج فيديوهات فكانت شهرته بين الجماهير ثم وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. وزاد تواصله مع جمهوره من الشباب؛ وذلك لتناوله القضايا الشائكة في المجتمع المغربي، والتي يقدمها بطريقة فكاهية. والجدير بالذكر أنه لا توجد قنوات إخبارية خاصة في المغرب ولا يجد الشباب فرصة للظهور والاهتمام الكافيين في هذه القنوات.
أحد أصحاب البرامج اليوتيوبية من الأردن، وهو عمر العبداللات، بدأ العمل في الرسم منذ 2005 واختلق شخصيات أسطورية كشخصية الزعيم خلال ثورات الربيع العربي. ولاقت رسوماته إقبالاً كبيرا لدى الجماهير خاصة أن لكل واحد زعيمه كالأب المتسلط والمدرس المتسلط والسياسي المتسلط ورجل الدين المتسلط. وركز فريق الكويت على أن الإعلام التقليدي ينبغي أن يختفي؛ لأنه أخفق في أن يكون مرآة لمجتمعه. ويحاول الفريق بوسائله البسيطة أن يرفع سقف الحرية في الميدان الإعلامي بصورة تدريجية ويستخدم لغة العامة في الشارع ويعالج المحاذرير الاجتماعية مباشرة.
وانتقد جاسم محمد العلي وحمد العماري في برنامجهما "كلمة راس" بعض المظاهر الاجتماعية كالكلام باللغة الإنجليزية؛ فحمد عاش أكثر من 18 سنة خارج قطر في الولايات المتحدة الأميركية. ورأى كيف ينظر الغربي للقطري بصورة خاصة، فهو يمتلك هاتف بلاكبيري وأيفون وسيارة لاند كروزر. ويهدف الثنائي من خلال عملهما إلى تعريف الناس بالقيم القطرية التي يجهلها حتى المقيمون على أرضها.
وزير الشباب من الأردن بدأ العمل بكتابة مقالات منذ 2008 ولم تكن بعض الجرائد تتعامل معه؛ لأنه لم يكن صحافيا. وتعرف بعد ذلك على جماعة خرابيش وكان يتناول قضايا اجتماعية ومن أهمها قانون 308 الذي بموجبه يعفى عن مرتكب جريمة الاغتصاب إذا تزوج الضحية.
ويشترك المتحدثون جميعا في أنهم لم يدرسوا الإعلام في الجامعات، وأنهم يتوقون من خلال عملهم إلى رفع سقف الحرية في المجتمعات العربية. وكما يتوقع فليست لهولاء خطة للنهوض بهذا النوع من الإعلام. واختتمت الجلسة الحوارية بأسئلة بقيت مفتوحة بشأن حدود الرقابة الذاتية، وآليات تقييم آثار هذا النوع من الإعلام و كيفية ضبط علاقته بالإعلام التقليدي، أهي علاقة إبدال أم احتواء أم تكامل؟ وكيف سيكون تقنين كل ذلك؟