"منبر الشباب" مبادرة رائدة وفضاء جديد يفتحه مركز الجزيرة للدراسات ضمن فعاليات منتدى الجزيرة الثامن ليتيح من خلاله فرصة للشباب بكل توجهاته وفئاته للمساهمة في تعميق النقاش فيما بينهم حول القضايا التي تمثل أولوية لهم، في سياق التحولات التي يشهدها العالم العربي وما يمكن أن تحمله من تداعيات داخلية وخارجية. وقد تفاعل عدد كبير من الشباب في العالم العربي وخارجه مع هذه المبادرة بعد الإعلان عنها في الفترة الممتدة من 27 فبراير /شباط حتى 31 مارس/آذار 2014، حيث بلغ عدد المبادرات المقترحة 448 مبادرة، شارك فيها 828 من الشباب من 71 دولة. وبعد تحكيم المبادرات، وقع الاختيار على مبادرتين سيتم تنفيذهما في شكل فعاليتين ضمن برنامج المنتدى، فيما تخصص فعالية ثالثة يعرض فيها الشباب تجاربهم من خلال لقاء مفتوح.
الندوة الأولى: موقع الشباب ضمن حركة التغيير في البلدان العربية
تدفع حركة التغيير في عدد من الدول العربية الشباب إلى ضرورة التفكير في دوره تجاه عدد من القضايا الأساسية، حيث تمثل قضية الهوية وما يلحق بها من متغييرات، وموقع الشباب منها مسألة هامة في هذه المرحلة. كما تلقي هذه المتغيرات على كاهل الشباب باعتباره شريحة اجتماعية واسعة وحيوية، مسؤولية كبرى تجاه بناء الدولة والمجتمع والتأسيس لهوية جامعة تتجاوز الانقسامات العرقية والطائفية والمذهبية. من جهة أخرى، تتأكد أكثر من أي وقت مضى، ضرورة انخراط الشباب في الشأن العام ومشاركته الفاعلة في الحياة السياسية سواء باستخدام المنظومة التقليدية من مؤسسات حزبية وجمعوية أو بخلق فضاءاته الخاصة وابتكار أساليب جديدة للوصوال إلى الرأي العام والتأثير في اتجاهاته المستقبلية من خلال وسائل الإعلام بمختلف أصنافها.
الندوة الثانية: اتجاهات الحراك الشبابي بعد ثلاث سنوات من الربيع العربي
بعد أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق الثورات العربية حدثت تحولات عديدة وعميقة في الأفكار والعلاقات وأساليب العمل. وبقدر ما شهدت حركة التغيير دفعة قوية في بداية العام 2011 أفضت إلى الإطاحة برؤوس عدد من الأنظمة السياسية، فقد واجهت هذه الحركة عقبات متتالية وضعت مختلف القوى السياسية والاجتماعية أمام تحديات خطيرة تفرض على الشباب خاصة إعادة النظر في مسارات التغيير واتجاهاته. تتناول هذه الندوة نماذج من دول عربية تشهد حراكا سياسيا واجتماعيا، وتقدم قراءة في حصيلة الحراك الشبابي وتحليلا لواقعه الحالي ومسارات التغيير المستقبلية.