أثار الرّبيع العربي سلسلة من التطورات التي وضعت هيكل الحكم والسلطة القائمة في العالم العربي على المحكّ. ويعكس تعطل الحياة الطبيعية والانهيار الجزئي للنظام الاجتماعي والسياسي السائد في المنطقة الديناميات المتغيرة لنظام القطب الواحد، ويُمهّد لفترة انتقالية مجهولة مشابهة لتلك الفترة من 1848 أو 1990-1998 في تاريخ أوروبا.
قد يأخذ الانتقال إلى الديمقراطية في "العالم العربي" أشكالاً وأنماطاً مختلفة: البعض منها قد يتم التفاوض حوله بين المتشددين والمعتدلين. ومن المرجّح أن يسود هذا النموذج في البلدان التي تتمتع بدخل مرتفع ومجتمع مدني قوي. أما النموذج الثاني فقد يتخذ شكل حرب أهلية وصراعات إثنية، وعادة ما يحدث هذا في الدول الضعيفة ذات التركيب القبلي/الطائفي؛ حيث يطغى الشعور بالانتماء إلى القبيلة أو الطائفة على الانتماء إلى الدولة التي لا توفر الحماية اللازمة لجميع مواطنيها وتكون غير قادرة على دمجهم في بوتقة واحدة. فيحلّ الشعور بالاغتراب محلّ الولاء، ثم تأتي فترة انتقالية يطغى عليها الصراع وتسود فيها النزاعات العنيفة.
أما الحالة الثالثة فتحدث عند وجود دولة أقوى: جيش قوي وشرطة قوية وجدول أعمال اقتصادي قوي ومؤسسات قوية ودائمة. يبدأ هذا النوع بتوفير التنمية الاقتصادية أولاً، ومن ثم يحدث تحول تدريجي نحو الحريات العامة والحريات المدنية.
ستركز هذه الجلسة على بحث هذه النماذج الثلاثة في محاولة للإجابة عن الأسئلة التالية:
- كيف يمكن للصراعات الجارية أن تفضي إلى تغيير ينقل المنطقة إلى مستقبل أفضل؟
- كيف سيكون مستقبل عملية الانتقال إلى الديمقراطية في المنطقة؟
- ما دور القوى الإقليمية والعالمية في المرحلة الانتقالية التي يشهدها العالم العربي؟
- ما هي السيناريوهات التي تنتظر دول الربيع العربي؟
- ما هو المستقبل الأكثر ترجيحاً بالنظر إلى كل هذه الظروف؟
المتحدثون:
- جمال حشمت، رئيس البرلمان المصري في الخارج
- رولا دشتي، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية السابقة وعضوة سابقة بمجلس الأمة
- سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنغز الدوحة
- محرزية العبيدي، نائب بمجلس نواب الشعب التونسي
- عبد الوهاب بدرخان، صحافي ومحلل سياسي