قال المدير العام لشبكة الجزيرة الاعلامية بالوكالة د. مصطفى سواق إن منتدى الجزيرة يعد البيئة الأفضل التي تتيح مناقشة الوضع الحالي المضطرب الذي تعيشه الدول العربية منذ عام 2011.
وأكد سواق، في مؤتمر صحفي للتعريف ببرنامج الدورة التاسعة لمنتدى الجزيرة، والتي تعقد في الدوحة خلال الفترة من 4-6 مايو/ ايار المقبل، أن أحدا لم يكن يتوقع انزلاق الأوضاع في بعض الدول العربية إلى حروب أهلية بينما تشهد أخرى اضطرابات عنيفة. واعتبر أن منتدى الجزيرة يوفر فضاء حرا ونزيها ومهنيا من أجل بحث التغيير الحاصل في الدول العربية ومحاولة استشراف ما هو قادم.
وأعلن سواق عن تحويل إدارة الحريات في قناة الجزيرة إلى "مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الانسان"، الذي سيقوم خلال المنتدى بتنظيم عدة جلسات كما يُتوقع أن يُعلن عن مبادرة لحماية الصحفيين.
من جهته، قال د. كريم الماجري المشرف العام على منتدى الجزيرة التاسع إن كافة مكونات الشبكة ستساهم في تنظيم الدورة التاسعة من المنتدى، مشيرا إلى أن المنتدى سيشهد 16 فعالية وستكون هناك بعض الفعاليات التي تمتد على مدى يوم كامل وتتضمن عددا من الأنشطة الفرعية.
واستعرض الماجري الملامح العامة لبرنامج الدورة التاسعة من المنتدى حيث ستكون هناك جلسة من تنظيم قناة الجزيرة باللغة التركية عن الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى خلال شهر يونيو/ حزيران في تركيا أي بعد انعقاد المنتدى بأيام. كما ستكون هناك جلسة مخصصة للأبعاد الاقتصادية للصراعات، فيما ستكون الجلسات الخاصة بمركز الجزيرة للتدريب والتطوير الاعلامي مخصصة لبحث استخدام التقنيات الحديثة في مجال التصوير الإخباري.
وقال الماجري إن برنامج المنتدى يشمل الكثير من المتحدثين البارزين من بينهم السيد خالد بحاح نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة اليمنية ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران ومساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ومستشار وزير الخارجية الايراني محمد كاظم سجاد بور والبارونة سعيدة وارسي، وزيرة الدولة السابقة بمكتب الشئون الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة، التي حرصت على المشاركة في المنتدى بالرغم من الحملة الانتخابية التي تشهدها بريطانيا حاليا استعدادا للانتخابات التي ستجرى بعد المنتدى، وكذلك السياسي المصري البارز عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية.
وأشار الماجري إلى أن إدارة المنتدى حاولت التنويع في اختيار الضيوف والمشاركين ولكن كان هناك عدد من الاعتذارات التي يعود بعضها لأسباب أمنية أو سياسية أو لصعوبات في السفر والتنقل. وردا على سؤال بهذا الشأن قال د. مصطفى سواق إنه "من المؤسف أن يجد البعض أنفسهم محرومين من المشاركة في منتدى الجزيرة لأسباب سياسية ، ونحن نشعر بالأسى والأسف جراء ذلك، ولكنه جزء من الواقع المؤلم الثقيل الذي يعيشه العالم العربي هذه الأيام".
وعن خلفية اختيار عنوان هذه الدورة، أوضح د. سواق أن الصراع هو الظاهرة البارزة في العالم العربي، وهو لا يحدث في فراغ، بل يتضمن في طياته التغيير سواء كان سلبيا أم إيجابيا، لذلك نرى العالم العربي يتراجع يوميا، خصوصا في البلدان التي تشهد صراعات مسلحة، بينما نرى في الوقت ذاته وعيا مختلفا بين الناس والجماهير ربما يؤدي الى تغيير ايجابي.
وقال سواق إن الشعوب العربية التي خرجت للمطالبة بالحرية عام 2011 أصبحت ترى نهبا لمكتسبات الثورات وعودة للديكتاتورية بشكل أشد بأسا مما مضى.
وردا على سؤال عن أهمية الحوار قال د. مصطفى سواق إن المنتدى ما هو إلا فتح لباب الحوار بين المشاركين فيه، كما يفتح آفاقا للحوار لمن يشاهدون جلساته عبر قناة الجزيرة مباشر، مشيرا إلى أن التحاور لا يحدث فقط في جلسات المنتدى ولكن يتم من خلال الحوارات واللقاءات الشخصية التي تجرى بين المشاركين والحاضرين.