أكد خبراء وسياسيون مشاركون فى منتدى الجزيرة العاشر أن الدول العربية بحاجة إلى مشروع عربي حقيقي لمواجهة مخططات التقسيم والتفتيت التى تتعرض لها بعض بلدان المنطقة.
وأوضح المتحدثون، فى الجلسة الحوارية الثانية من أعمال المنتدى التي حملت عنوان "التدافع الدولي على الشرق الأوسط بعد 100 عام على سايكس-بيكو"، أنه لا يجب الاستهانة بمشروع التقسيم وأن تنظيم الدولة الإسلامية يُعدُّ أحد علامات هذا المشروع بعد أن أصبح قتاله ذريعة لأي تدخل خارجي بالمنطقة.
وقال بشير نافع، أستاذ التاريخ المعاصر وباحث أول بمركز الجزيرة للدراسات، إن سايكس-بيكو اسم رمزي لتقسيم العالم العربي، مشيرًا إلى أن تلك الاتفاقية لم تكن الوحيدة في هذا الصدد بعد الحرب العالمية الأولى، ولكنها وضعت بذرة وفكرة التقسيم.
من جانبه ألقى طه أوزهان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركي، الضوء على الهوة بين الشمال والجنوب في النظام العالمي الجديد؛ مُطالبًا الشمال بعقد سلام مع الجنوب وإحداث نوع من التوازن الاقتصادي. وحذر من أن التهديدات سوف تأتي من الدول الضعيفة؛ فليس هناك أزمة أو حرب أهلية ستكون تداعياتها محدودة، بل ستمتد أثارها إلى المنطقة بأسرها ومنها إلى العالم.
وفى مداخلته عبر الأقمار الصناعية، قال أندريه فيدوروف، نائب وزير الخارجية الروسي السابق، إن ما يحدث في الشرق الأوسط هو خطوات تجاه تغيير عالمي بشكل جاد، مشيرًا إلى أن مستقبل بشار الأسد مهم لروسيا؛ لأن سورية هي الدولة الوحيدة حاليًا في الشرق الأوسط التي تعد منطقة نفوذ روسية.
من جانبه، قال فهد العرابي الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالسعودية إن تنظيم الدولة هو الغطاء الحقيقي الذى أراده العالم لكي يمرر مشروع التقسيم والتفتيت للمنطقة، وأصبح قتاله ذريعة لكل من يريد التدخل في منطقتنا.
وأكد ضرورة البناء على المشروع الذي بدأته المملكة العربية السعودية فى عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب وتحالف رعد الشمال لوضع تصور جديد لمستقبل المنطقة عبر مشروع عربي حقيقي يضمن إعادة هذه الأمة إلى رشدها.