تُوِّجَت أعمال منتدى الجزيرة العاشر بعقد جلسة حوارية ثالثة بعنوان "إلى أين يتجه الشرق الأوسط؟"، تحدث فيها مجموعة من المفكرين بشأن مستقبل المنطقة في ظل التطورات الراهنة.
وفي كلمته، قال شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت: إن الراهن السوري يلخص مجمل الحالة العربية المتأزمة التي نعيشها في كل بلد عربي، معتبرًا أن سورية ليست الوحيدة المعرضة للتفكُّك والتقسيم، بل إن مسألة التفكُّك مستمرة، ولا يكاد بلد عربي يخرج من أزمته إلا ودارت الدائرة على طرف آخر ضمن حلقة متواصلة من التأزم. وتساءل الغبرا: "من أين نبدأ"؟ ليجيب بأن المبتدأ يكون عبر الحوار والنقاش المفتوح، ومواجهة الرأي بالرأي الآخر، عوض الصراع.
واستهل وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، مداخلته بالقول: إنه لا يمكن لأحد أن يلوم خمس سنوات من عمر الربيع العربي وما جاءت به، معتبرًا إياه تطورًا طبيعيًّا حتميًّا متصلًا غير منفصل لا يمكن الانحناء له، أو الانفكاك عنه. وقال: يجب علينا السير إلى المستقبل، والتخفيف من آلام الانتقال، وهذا مسار طبيعي، حتى لا نفقد توازننا نحو المستقبل.
من جهته، حاول الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان توصيف الحالة الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية، وقال إنها تواجه مرحلة اضطراب، لا يمكن معها وضع أي تصور للمستقبل. ونبَّه إلى أن العالم يتذرع بالإرهاب والتصدي لتنظيم الدولة من أجل التدخل في الدول العربية بكل يسر، ومن هذا المنطلق تستحق أطروحات التقسيم التأمل فيها.
أما محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية بكلية قطر للدراسات الإسلامية، فقال: إنه لا داعي للتشاؤم إذا نظرنا لأوضاعنا في سياق التاريخ، فلم تنتقل المجتمعات من الاستبداد إلى الحرية إلا بعد المرور بعملية تحلل ثم التركيب، ولسنا بدعة بين الأمم التي تمر بمرحلة انتقال وآلام.