الشرق الأوسط في سياق حرب روسيا على أوكرانيا: أزمات متفاقمة وتحديات ماثلة
فندق روتانا سيتي سنتر، الدوحة، يومي 11-12 مارس/آذار 2023
الساعة 11 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة

تأطير

 

ألقت حرب روسيا على أوكرانيا بظلال كثيفة على مجريات الأحداث وأصبحت عاملًا مؤثرًا في كثير من التطورات التي شهدتها مناطق مختلفة من العالم. فمنذ اندلاعها في فبراير/شباط 2022، كشفت هذه الحرب عن صبغتها العالمية من خلال تداخل أبعادها وأطرافها وساحاتها. كما أن آثارها المباشرة وغير المباشرة أصابت معظم دول العالم، سواء اختارت أو لم تختر الانخراط فيها. ورغم أن نطاق العمليات العسكرية خلال العام الأول للحرب لم يتجاوز حدود الأراضي الأوكرانية وظل القتال محصورًا بين القوات الروسية والأوكرانية، إلا أن دوائر تأثيرها بدأت في الاتساع منذ أيامها الأولى. فالجوار القريب أصبح مأوى للاجئين قبل أن يتحول بالتدريج إلى بؤرة للإسناد العسكري واللوجستي. والجوار الأوروبي عامة، الذي ينخرط في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ويقدم المساعدات لأوكرانيا، وجد نفسه في مواجهة مخاطر متزايدة لانقطاع إمدادات الطاقة والغذاء وارتفاع الأسعار وتهاوي قيمة العملات واتساع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية. وقد يجد نفسه في مرمى الصواريخ الروسية في حال اتسعت دائرة الحرب لسبب أو لآخر. وليست بقية مناطق العالم عن هذه التأثيرات ببعيد؛ فمن لم تشمله أزمة الغذاء أو إمدادات الطاقة أو التهديدات الأمنية المباشرة، وجد نفسه في حالة من عدم اليقين.
غير أن للحرب وجهًا آخر مثلما هي الحال مع جميع الحروب؛ فقد وفرت لبعض الدول فرصًا غير مسبوقة ومكنتها من لعب أدوار مؤثرة. في هذا السياق، تكرَّست قيادة الولايات المتحدة الأميركية للنظام العالمي الذي نشأ في أعقاب الحرب الباردة، وأصبحت أقدر على تنفيذ أجنداتها خاصة تجاه خصميها الرئيسيين، روسيا والصين. تجلت تلك القيادة بوضوح في قدرة واشنطن على تصميم وضبط إيقاع العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض على روسيا عبر الأذرع المالية والعسكرية والمؤسساتية لهذا النظام العالمي. من جهتها، تجد الصين نفسها أمام فرصة تاريخية لمواصلة صعودها الهادئ في خضم الاشتباك المفتوح على كل الاحتمالات بين الغرب والاتحاد الروسي. ورغم التوتر المستمر في بحرها الجنوبي وحول تايوان، تمكنت الصين من الحفاظ على مصالحها مع الغرب ومع روسيا في الوقت ذاته، خاصة مع الموقف المحسوب بدقة من الحرب الروسية على أوكرانيا، والذي يرى فيه طرفا الصراع موقفًا متوازنًا. ربما لن تغير الحرب الروسية على أوكرانيا كثيرًا من موازين القوى الدولية الراهنة، ولكنها بالتأكيد تمثل تحديًا جديًّا لنظام ما بعد الحرب الباردة، وستترك فيه شروخًا وتصدعات لن يكون من السهل رأبها في المستقبل القريب.
في منطقة الشرق الأوسط، التي تعيش أيضًا سياقاتها الخاصة، تجلى هذان الوجهان للحرب بوضوح أكبر، وجه الأزمة ووجه الفرصة. فالأزمات التي تعيشها المنطقة قبل اندلاع الحرب زادتها الحرب تعقيدات إضافية قد تدفع الأوضاع في بعض البلدان إلى انهيارات اقتصادية واضطرابات سياسية واجتماعية واسعة. يشمل ذلك، على سبيل المثال، حالات لبنان والعراق والسودان واليمن وسوريا. أما الدول المنتجة والمصدرة للطاقة مثل بلدان الخليج والجزائر وليبيا ومصر، فقد وفرت لها الحرب فرصًا لدعم وزنها وزيادة تأثيرها والتأكيد على أهمية الأدوار التي يمكن أن تلعبها في أسواق الطاقة العالمية. وتبقى قدرتها على الاستفادة من هذه الفرص رهينة سياساتها الخارجية وأوضاعها الداخلية. دول أخرى في المنطقة تمكنت من توظيف الحرب لصالحها وخلقت لنفسها فرصًا وأدوارًا متفاوتة الأهمية، وقد تكون تركيا أكثر المستفيدين من خلال توظيف موقعها الإستراتيجي وقدراتها التصنيعية وعلاقاتها الدولية في تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأزمة العالمية. ورغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات المفروضة عليها على قاعدة برنامجها النووي، فقد استطاعت هي الأخرى تحقيق مكاسب تفاوضية باعتبار حاجة سوق الطاقة إلى صادراتها. إلى جانب ذلك، مكَّنتها علاقاتها المتينة والمتطورة مع الجانب الروسي، من الدخول على خط المعارك في أوكرانيا بتزويد القوات الروسية بطائرات مسيَّرة. وكلما طال أمد الحرب أفسح المجال لتكثيف التعاون العسكري الروسي/الإيراني وتوسيع نطاقه، وأتاح الفرصة لتجريب الصناعات العسكرية الإيرانية في ساحة العمليات وموازنة الدور الذي تلعبه المسيرات التركية في الأجواء ذاتها. وبذلك تنفتح أمام الصناعات العسكرية الإيرانية، التي استثمرت فيها الدولة على مدى عقود، أسواق جديدة تتجاوز الساحات التقليدية التي تُستخدم فيها تلك الأسلحة على يد الجماعات المرتبطة بها في المنطقة. غير أن قدرة إيران على الاستفادة القصوى من هذه التطورات تظل محدودة ما لم تتوصل مع الغرب إلى حلول حاسمة ومستدامة لملفها النووي والقضايا المرتبطة به، وتراجع سياساتها الإقليمية تجاه جوارها الخليجي، وفي كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن.
هذه التطورات نقلتها وسائل الإعلام إلى العالم، وحفلت شاشاتها بالتصريحات والتحليلات والتعليقات والمشاهد الحية والتصويرية عن القصف والدمار وأنواع الأسلحة وموجات النزوح واللجوء. وتشكلت في الأثناء سرديات عن الحرب وخلفياتها ومبرراتها وأهدافها، نُسجت من سياقات التاريخ وحقائق الجغرافيا، وارتكزت إلى قراءاتها الخاصة لمقولات المصالح القومية ومبادئ العلاقات والقانون الدوليين. لم يفسح الجانب الروسي للإعلام مجالًا واسعًا لإطلاع العالم على تفاصيل روايته، واكتفى بتصريحات القادة والمسؤولين عن سير المعارك، ولكن أوكرانيا تحولت إلى بؤرة مفتوحة للإعلام العالمي ينقل تفاصيل الحرب على مدار الساعة. قد لا يكون الإعلام فاعلًا أساسيًّا في هذا الصراع، ولكنه بالتأكيد لعب دورًا مؤثرًا في بناء سرديات الحرب وتشكيل الرأي العام وحشد المناصرين والمناهضين على الجانبين. وكما أن للقوة الصلبة موازينها المؤثرة في ميدان المعركة، فللإعلام أيضًا، باعتباره قوة ناعمة، موازينه المؤثرة في العقول والقلوب وصياغة المواقف والتوجهات.

البرنامج

الافتتاح والكلمات الرئيسية: 11:00-12:00

الجلسات:

الجلسة الأولى: 12:00-13:30

الخليج في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا: فرص وتحديات
– خيارات متنوعة لدول الخليج في ظل استقطاب دولي حاد
– استقرار خليجي في عالم مضطرب
– مناخات جديدة لإعادة بناء المنظومة الخليجي

استراحة غذاء: 13:00-14:30

الجلسة الثانية: 14:30-16:00

الحرب الروسية على أوكرانيا: تهديد للأمن والسلم الدوليين أم فرصة لتشكيل نظام عالمي أكثر توازنًا؟
– روسيا والغرب وميراث الحرب الباردة: تعاون محدود ومخاوف دائمة وتهديدات متبادلة
– الحرب الراهنة وخطر الأسلحة غير التقليدية على أمن العالم: النووي والطاقة والغذاء
– هل تنجح روسيا وحلفاؤها في إقامة كتلة شرقية مكافئة وموازنة للغرب؟

استراحة: 16:00-16:30

الجلسة الثالثة: 16:30-18:00

عام على اندلاع الحرب: قراءة في حسابات وإستراتيجيات القوى الدولية
– أهداف بوتين المتحركة: هزائم ميدانية أم خطط وإستراتيجيات؟
– ثمن العقوبات على روسيا أوروبيًّا: الطاقة والغذاء والأمن والهجرة وصعود اليمين
– بدائل الغرب من فك الارتباط مع روسيا: المتوافر والممكن في سياق سياسات الانتقال الطاقي

اليوم الثاني

الجلسة الرابعة: 9:00-10:30

 الحرب والشرق الأوسط: تداعيات الحرب في ظل اختلاف الأدوار الإقليمية
– أدوار تركية متعددة: تسليح ووساطة ومبادرات
– إيران: الملف النووي والسياسات الإقليمية والمزيد من الاتجاه شرقًا
– انعكاسات الحرب على القضية الفلسطينية وعلى الصراع العربي-الإسرائيلي

استراحة: 10:30-11:00

الجلسة الخامسة: 11:00-12:30

أزمات العرب قبل الحرب وبعدها
– سوريا واليمن: غياب الحرب وغياب التسوية
– لبنان والعراق والسودان: أزمات الاقتصاد والسياسة وصراع الأجندات الخارجية
– ظلال الحرب في ساحات عربية أخرى: ليبيا ومصر وتونس

استراحة غذاء: 12:30-14:00

الجلسة السادسة: 14:00-15:30

التغطية الإعلامية للحرب
– كيف غطى الإعلام العالمي الحرب الروسية على أوكرانيا؟
– روايات الحرب في وسائل الإعلام: نقاط القوة ونقاط الضعف
– شهادات مراسلين من الميدان (الجزيرة وغيرها)

كلمة الختام: 15:30