تحتل الجيوش في كثير من البلدان العربية موقعا محوريا في بنية الدولة العربية الحديثة منذ نشأتها وتلعب أدوارا سياسية متفاوتة الأهمية من بلد إلى آخر. وقد تعززت تلك الأدوار بعد موجة الانقلابات العسكرية التي شهدتها بعض البلدان في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حيث برزت المؤسسة العسكرية إلى الواجهة السياسية واستمرت في إدارة شؤون الحكم لعقود، سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر.

ومع اندلاع ثورات الربيع العربي وانطلاق حركة التغيير السياسي في عدد من البلدان، تباينت مواقف الجيوش العربية حسب السياقات الخاصة في كل بلد. ففي حين وقف الجيش التونسي على الحياد الإيجابي أثناء الثورة وما بعدها، ساند الجيش المصري ثورة 25 يناير، وظل فاعلًا رئيسيًّا في الحياة السياسية خلال المرحلة الانتقالية إلى أن استعاد السلطة في منتصف العام 2013. أما في ليبيا فقد واجهت كتائب القذافي مظاهرات الليبيين بالقوة ودافعت عن النظام إلى حين سقوطه، بينما ظل الجيش في اليمن مشلولا تتنازعه الانقسامات والولاءات القبلية بين قوات تابعة للرئيس صالح وقطاعات ساندت الثورة. ولم يختلف الوضع كثيرا في سوريا حيث تصدى الجيش منذ البداية للاحتجاجات الشعبية واصطف إلى جانب النظام على خلفية طائفية دفعت بعض منسوبيه إلى سلسلة من الانشاقاقات. أما في البلدان العربية الأخرى فلا تزال الجيوش تحافظ على الأوضاع القائمة مع اختلافات بينها في علاقتها بالشأن العام سواء فيما يتعلق بالسياسة وشؤون الحكم أم فيما يتصل بالاقتصاد أو بالأمن.

لمناقشة واقع الجيوش العربية والسياسة، تبحث هذه الجلسة المحاور التالية:

  • ما هي محددات مواقف الجيوش العربية ومواقفها من ثورات الربيع العربي؟
  • ما مدى الأثر الذي خلفته الثورات على الجيوش و دورها السياسي وموقعها الدستوري؟
  • ما هو حجم التحديات التي تواجه الجيوش في البلدان العربية التي لم تشهد ثورات؟
  • تجارب مقارنة من تركيا، اندونيسيا، باكستان وأمريكا اللاتينية

المتحدثون

  • محمد أمين خليفة، ضابط متقاعد وناشط سياسي سوداني.
  • واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية.
  • عائشة صديقة، زميلة برنامج تشارلز والاس بكلية سان أنطونيو، أوكسفورد.
  • طارق الزمر، مؤسس حزب البناء والتنمية في مصر.
  • توفيق هامل، باحث في التاريخ العسكري ودراسات الدفاع، فرنسا.
  • إسماعيل نعمان ثلجي، نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة ساكاريا.