في سياق منتدى الجزيرة التاسع نظَّمت إدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان جلسة عن معاناة الصحفيين في نشر الحقيقة بادئة بكلمة سامي الحاج، مدير إدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة، تحدث فيها عن معاناة الصحفيين الصعبة في مناطق عديدة في العالم وفي مقدمتها البلاد العربية ولاسيما دولها التي تشهد حروبًا أو صراعات سياسية. وطالب السيد الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية، في كلمته الصحفيين بالمصداقية والتزام معايير المهنية، وأضاف: "إننا مطالَبون بالعمل على توفير الظروف الملائمة لعمل الصحفيين مثل: الوسط الآمن لسلامة الصحفيين وسلامة أصدقائهم وذويهم، وخلق الظروف الاجتماعية والمهنية التي توفر هذا التوازن. وفي هذه اللحظات الصعبة نتذكر زملاء لنا في ميادين الحرب والعنف التي تُهدِّد سلامتهم وهم يؤدون مهامهم في نقل المعلومة للناس. علينا أن نتضامن مع الصحفيين في السجون ونعمل على أن يخضعوا لمحاكمات عادلة وليست محاكمات شكلية وبأدلة مزورة".
في المحور الثاني من الندوة، تحدث ثلاثة صحفيين من الجزيرة عن تجربة المضايقات التي يتعرض لها مراسلو الجزيرة في اليمن ومصر وسوريا؛ حيث تحدَّث الصحفي عبد الفتاح فايد، محرر الشؤون المصرية في قناة الجزيرة، عن تجربة المضايقات التي تعرَّض لها مكتب الجزيرة في القاهرة وبقية الصحفيين في مصر حيث يتم إخضاعهم للتهديد بالقتل والاعتداء الجسدي وتزوير الملفات، وذكرَ ما تعرَّض له الصحفي رامي جان المعارِض للانقلاب حيث سُجِن بتهمة الاتجار بالمخدرات لأنه مسيحي لا يمكن أن يُتَّهم بالإرهاب، بالإضافة للتهم الخطيرة غير المؤسَّسة قانونيًّا مثل نشر أخبار كاذبة وتهديد الأمن القومي.
فيما تعرض الصحفي أحمد الشلفي، محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة، لمعاناة مكتب الجزيرة في اليمن خلال عهد الرئيس علي صالح لاسيما أثناء الثورة وأيضًا بعد الاجتياح الحوثي لصنعاء الذي أشاع جوًّا من الكراهية ضد الصحفيين حتى صار قتل الصحفيين أمرًا سهلًا حسب وصفه. الصحفي خالد دغيم من سوريا تناول المناخ القاسي الذي يعمل فيها الصحفيون بسوريا خصوصًا بعد الثورة حيث قُتِل وسُجِن المئات منهم من قِبَل النظام والميليشيات الشيعية والجماعات المتطرفة، مضيفًا: رغم كل ذلك نجحت الثورة في خلق ثقافة المواطن الصحفي واستبسل الصحفيون في نقل المعلومات والصور عن الثورة رغم الجراحات النازفة.