ينعقد في العاصمة القطرية، الدوحة، منتدى الجزيرة الثاني عشر، بعنوان "الخليج، العرب والعالم في سياق التطورات الجارية"، يومي السبت والأحد 28 و29 أبريل/نيسان 2018، في ظل تطورات خليجية وإقليمية ودولية حسَّاسة؛ إذ شهد العام 2017 تطورات لافتة في العلاقات العربية، وبالخصوص في العلاقات بين دول الخليج والتي كانت توصف بالمستقرة والأخوية، فاندلعت أزمة لا تزال مستمرة؛ زادت الوضع العربي تأزيمًا وتعقيدًا وألقت بظلالها على المنطقة. كما استمر تصاعد الثورات المضادة التي كان لها تأثير في مسارات الأزمة الخليجية، حيث لم تستطع دول الخليج العربي الاتفاق على موقف موَّحد من الثورات العربية، ففي حين وقفت قطر موقف التأييد لمسار التحوُّل الديمقراطي، دعمت دول خليجية أخرى معسكر الثورة المضادة، بل عملت على قيادة هذا المعسكر، فلم تلبث قوى الثورة المضادة أن أوقعت مجلس التعاون الخليجي في هوة من الانقسام والعطب وفقدان التأثير، فكانت النتيجة أنه بعد مضي ما يقارب العقد على بدأ حركة التغيير في المجال العربي، لم تعد هناك مؤسسة تنسيق عربية واحدة قادرة على العمل بفعالية.
 
كما شهد عام 2017 أيضًا هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، واندلاع أزمة الاستفتاء في إقليم كردستان، فضلًا عن قرار إدارة الرئيس، دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واتساع نطاق التدخلات الأجنبية في الشأن العربي مما أدى إلى تحول المنطقة العربية إلى ساحة تدافع إقليمي ودولي ربما لم نشهد له مثيلًا بهذه الحدة من قبل.
 
وفي خضم هذه الأحداث والتطورات المتسارعة تحوَّل الإعلام إلى لاعب رئيسي في مجريات الأزمات والصراعات، فلم يعد ناقلًا للخبر وإنما أصبح جزءًا من أزمات المنطقة، وهو ما ظهر بجلاء أثناء اندلاع الأزمة الخليجية.
 
في هذا السياق الخليجي والإقليمي والدولي يلتئم منتدى الجزيرة الثاني عشر الذي يستضيف نخبة من السياسيين والمفكرين والخبراء، يتداولون الرأي فيما بينهم، عسى أن يجدوا إجابات عن الأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح: هل ثمة علاقة ما بين الصراع المحتدم منذ 2013 على مستقبل المنطقة العربية وسعي السعودية والإمارات إلى حصار قطر وإخضاعها؟ أي مستقبل يمكن تصوره للدول التي عاشت مناخًا مستمرًّا من الحرب والانقسام خلال السنوات القليلة الماضية، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ هل عادت القضية الفلسطينية لتحتل موقعها المركزي في تحديد سياسات دول المنطقة وعلاقاتها؟ ما الذي تسعى الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والدول الأوروبية الرئيسة، إلى تحقيقه في المشرق؟ وأي أثر تتركه السياسات التركية والإيرانية النشطة على استقرار المنطقة ومستقبلها وعلاقات شعوبها؟ وكيف نفهم دور الإعلام وعلاقته بما يحدث من تطورات في المنطقة وخارجها؟ وقد خصَّص المنتدى سبع جلسات على مدى يومين للبحث في هذه الأسئلة وما تفزره الحوارات والنقاشات من رؤى وتصورات.